نوجا مشرفة عامة
عدد المساهمات : 671 تاريخ التسجيل : 06/03/2011 العمر : 36
| موضوع: غزوة بدر الآخرة وغزوة بن المُصْطَلِق الثلاثاء 28 يونيو 2011 - 18:35 | |
| غزوة بدر الآخرة وغزوة بن المُصْطَلِق0000000السلام عليكم ورجمتة الله وبركاتة0000000
لما أهلّ شعبانُ هذا العام كان موعد أبي سفيان فإنه بعد انقضاء غزوة أُحُد قال للمسلمين موعدنا بدر العام المقبل فأجابه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ذلك وكان بدر محل سوق تُعقد كل عام للتجارة في شعبان فلما حَلَّ الأجلُ وقريش مُجدبون لم يتمكن أبو سفيان من الإيفاء بوعده فأراد أن يخذل المسلمين عن الخروج كيلا يُوسم بخلف الوعد فاستأجر نُعيم بن مسعود الأشجعي ليأتي المدينة ويُرجفَ بما جمعه أبو سفيان من الجموع العظيمة فقدم نُعيم المدينة وقال (إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ}[1] ولم يلتفت عليه الصلاة والسلام لهذا الإرجاف اتِّكالاً على ربه بل خرج بألف وخمسمائة من أصحابه واستخلف على المدينة عبد الله بن عبد الله بن أُبَيَ ولم يزالوا سائرين حتى أتوا بدراً فلم يجدوا بها أحداً لأن أبا سفيان أشار على قريش بالخروج على نيّة الرجوع بعد مسير ليلة أو ليلتين ظانّاً أن إرجاف نُعيم يفيد فيكون المخلف هم المسلمون فقال لقومه إن هذا عام جدب ولا يصلحنا إلا عام عشب فارجعوا. حوادث وفي هذا العام ولد الحسين بن علي وفيه توفيت زينب بنت خزيمة أُم المؤمنين وفيه توفي أبو سَلَمة رضي الله عنه ابن عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخوه من الرضاعة وأولُ من هاجر إلى المدينة وقلبها هاجر إلى الحبشة وفيه تزوج عليه الصلاة والسلام أُمَّ سَلَمَةَ هنداً زوج أبي سلمة بعد وفاته وفيه توفي عبد الله بن عثمان وهو من السيدة رقية وكان ابن ست سنين وتوفي أيضا عامر بن فهيرة. السَّنة الخامِسَة : غزوة دومة الجندل
وفي ربيع الأول من هذا العام بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أن جمعاً من الأعراب بدُومة الجندل يظلمون من مَرَّ بهم، وأنهم يريدون الدنو من المدينة فتجهز لغزوهم، وخرج في ألف من أصحابه، بعد أن وَلَّى على المدينة سِبَاع بن عُرْفُطة الغِفاري، ولم يزل يسير الليل ويكمُن النهار حتى قرب منهم، فلما بلغهم الخبر تفرقوا، فهجم المسلمون على ماشيتهم ورعائهم، فأُصيب مَنْ أُصيبَ، وهرب من هرب، ثم نزل بساحتهم فلم يلقَ أحداً، وبثّ السرايا فلم يجد منهم أحداً، فرجع عليه الصلاة والسلام غانماً، وصالح وهو عائد عيينةَ بن حِصْنٍ الفَزاري، وهو الذي كان يسمّيه عليه الصلاة والسلام الأحمق المطاع، لأنه كان يتبعه ألف قَنَاة، وأقطعه عليه الصلاة والسلام أرضاً يرعى فيها بهمه على بعد ستة وثلاثين ميلاً من المدينة لأن أرضه كانت قد أجدبت. غزوة بن المُصْطَلِق
في شعبان، بلغه عليه الصلاة والسلام أن الحارث بن أبي ضرار سيدَ بني المصطلق الذين ساعدوا قريشاً على حرب المسلمين في أُحُد يجمع الجموع لحربه فخرج له عليه الصلاة والسلام في جمع كثير وولَّى على المدينة زيدَ بن حارثة وخرج معه من نسائه عائشةُ وأُم سلمة. وخرج معه ناس من المنافقين لم يخرجوا قطُّ في غزوة مثلها يرجون أن يصيبوا من عَرَضِ الدنيا وفي أثناء مسيره عليه الصلاة والسلام التقى بعَيْنِ بني المصطلق فسأله عن أحوال العدو فلم يجبْ فأمر بقتله ولما بلغ الحارث رئيس الجيش مجيء المسلمين لحربه وأنهم قتلوا جاسوسه خاف هو وجيشه خوفاً شدياً حتى تفرق عنه بعضهم ولما وصل المسلمون إلى الْمُرَيْسِيع تَصَافَّ الفريقان للقتال بعد أن عرض عليهم الإسلام فلم يقبلوا فتراموا بالنبل ساعة، ثم حمل المسلمون عليهم حملة رجل واحد فلم يتركوا لرجل من عدوهم مجالاً للهرب بل قتلوا عشرة منهم وأسروا باقيهم مع النساء والذرية واستاقوا الإبل والشياه وكانت الإبل ألفي بعير والشياه خمسة آلاف، واستعمل الرسول على ضبطها مولاه شُقران، وعلى الأسرى بُرَيدة وكان في نساء المشركين بَرَّة بنت الحارث سيد القوم وقد أخذ من قومها مئتا بيتٍ أسرى وُزِّعَتْ على المسلمين وهنا يظهر حُسْن السياسة ومنتهى الكرم فإن بني المصطلق من أعزِّ العرب داراً فأسْرُ نسائهم بهذه الحال صعب جداً فأراد عليه الصلاة والسلام أن يجعل المسلمين يَمُنُّونَ على النساء بالحرية من تلقاء أنفسهم فتزوج برّة بنت الحارث التي سمّاها جُوَيْرِيَةَ فقال المسلمون أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينبغي أسرهم في أيدينا فمنّوا عليهم بالعتق فكانت جويريةُ أيمنَ امرأةٍ على قومها كما قالت عائشة رضي الله عنها ، وتسبَّب عن هذا الكرم العظيم وهذه المعاملة الجليلة أن أسلم بنو المصطلق عن بكرة أبيهم وكانوا للمسلمين بعد أن كانوا عليهم.
[1] سورة آل عمران 172 | |
|