صمتى كلامى مشرفه
عدد المساهمات : 305 تاريخ التسجيل : 07/03/2011
| موضوع: :: تاريخ شبوة وحضارتها العريقة :: الثلاثاء 5 يوليو 2011 - 13:47 | |
| السلامـــ عليكمـــ ورحمه الله وبركاته..
القصور والقلاع في شبوة.. نمط معماري يختزل فن التــذوق والجمال
حصون وقلاع ومعابد تحكي عمق الحضارة وعظمة الإنسان اليمني
اذا أردنا ان نعرف شبوة فلننظر الى مواقعها الاثرية والى قصورها العتيقة التي ظلت شاهدة على دورها التاريخي وحضارتها القديمة تلك القصور التي كانت وعاءً للتاريخ القديم ودليلاً ناطقاً بعبقرية الانسان اليمني القديم في شبوة، الذي قهر الصحراء بقساوتها وجفافها، وكيَّف المناخ الحار والجاف بهندسته الخاصة وجعله بارداً ملطفاً، كما تغلب هذا الانسان على تلك الطبيعة القاسية وشيَّد الحضارات والدول والامارات والسلطنات واجبر الارض بقوة عزيمته وتصميمه على ان تنصاع له وتجود له بخيراتها وتهديه كنوزها وتملَّكه نفسها خاضعة طائعة فرحانة متباهية بكمال رجولته وبحكمته وصلابة ارادته، فسلمته مفاتيح امرها واتمنته علي اسرارها ومدت اليه ظلها فعاش ذلك الانسان فيها وعمَّرها وزخرفها، فكلما كانت وفية معه كان هو ايضاً وفياً وصادقاً معها فعرفت به وعرف بها.
نمط البناء :
عندما نتحدث عن نمط البناء في شبوة والذي لا يزال قائماً حتى اليوم فإننا سنتحدث عن قصور وقلاع وحصون ومنارات ونوب وغير ذلك من انماط البناء واهمها هي القصور او نمط بناء القصور فشبوة تعتبر من المحافظات الصحراوية او تدخل ككثير من المحافظات اليمنية ضمن المناخ الصحراوي والذي تقترن فيه الحرارة بالجفاف وتمتاز هذه المحافظة بنمط معماري خاص هو النمط الطيني الذي يختلف عن النمط اليافعي او نمط المحافظات الجبلية بشكل عام والتي تتبع في بنائها الاحجار المنحوته من الصخور والجبال، فالنمط الطيني له مميزاته وخواصه التي اهلته وجعلته مرغوباً في تلك المناطق فهو يختلف من حيث المادة الرئيسية ومن حيث التقسيم والشكل الهندسي والخواص الفنية وايضاً من ارتفاع طوابق المبنى وتعدد واتساع النوافذ ومدى ملائمته للبيئة والمناخ وطبيعة المنطقة، رغم ذلك نجد ان النمط الطيني يختلف من منطقة صحراوية الى اخرى من حيث الكيفية والمواد المضافة لمادة اللبن اوالطين وشكله الخارجي وعدد طوابق المبنى وغير ذلك من الخواص إلاَّ انه يشترك في مادته الرئيسية المستخدمة في البناء وهي مادة الطين «اللبن».
فنجد نمط المعمار الطيني في شبوة وفي غيرها يمتاز بقدرته على مقاومة حرارة الشمس والجو ويعمل على تلطيف المناخ الصحراوي فهو الملائم للمناخ الصحراوي وللحرارة الشديدة، فمن خواصه اننا نجده بارداً اثناء الحرارة الشديدة ودافئاً اثناء البرودة ايضا قدرته على الصمود اطول في مواجهة هذا المناخ ولا يتأثر بعوامل التعرية ويسهل بناؤه ولا يكلَّف كغيره من انماط البناء الاخرى اضافة الى توافر مادته الرئيسية بكثرة في نفس البيئة فنجد ان هذا النمط من البناء يعتمد على عنصرين رئيسيين هما مادة الطين ومادة الخشب فقط، فنجد ان المبنى يبنى من الطين بالكامل ما عدا السقف والنوافذ فانها من الخشب وقد فرضت هذه الطبيعة وذلك المناخ هذا البناء على ذلك الانسان اذ لا توجد صخور في تلك البيئة او جبال ينحتون منها وان وجدت فهي باهضة ولا تتمتع بنفس المميزات، وقد ساعد على نجاح هذا النمط من البناء ندرة نزول الامطار لان المناطق المعروفة بكثرة نزول الامطار لا ينجح معها هذا النمط الطيني مثلا على ذلك محافظتي إب وتعز وغيرها من المناطق، ويمتاز البناء الطيني الشبوي بتعدد نوافذه وارتفاع طوابقه وهذا كله تماشيا مع المناخ وتطبيقا لنفس نظرية المكيف الآلي فارتفاع سقف الطابق او الدور وكثرة النوافذ تعمل على دخول اكبر كمية من الهواء الحار الى المبنى فيضل اعلى الحجرة بينما الهواء البارد ينزل الى اسفل وكلما قلت حرارة الهواء هبط الى اسفل فلا يصل الى ذلك الانسان الا باردا وهكذا يمر هذا الهواء الحار بدورة تبريد وتلطيف حتى يصل الى الانسان تماما كنظرية المكيف الذي يوضع باعلى الحجرة بدلا من اسفلها لان الهواء البارد من خواصه النزول الى الاسفل، كذلك تعدد النوافذ اضافة الى الخاصية التي يتمتع بها الطين اذ لا تخترقه حرارة الشمس لتصل الى داخل المبنى ونجد في هذا النمط الطيني الشبوي ان النوافذ فيه عليها عقود وقمريات، كما هو موجود في النمط المعماري الصنعاني اضف الى ذلك وجود نوافذ اخرى اعلى تلك النوافذ مستقلة ويفصلها فاصل عن النوافذ الاساسية وهي مربعة الشكل وعلى قياس النوافذ الاساسية وبحيث ان كل نافذة اساسية كبيرة نجد اعلاها نافذه صغيره مربعة واظن ان ذلك يدخل ضمن ملائمة المناخ وايضاً بداية لدورة التلطيف التي يمر فيها الهواء في كل حجرة او مبنى كما تحدثنا سابقاً،
ومما يميز البناء الطيني انه غير قابل للهدم بسهولة ومتماسك خاصة اذا اجريت له بعض الترميمات عند الحاجة واكثر ما يميز نمط البناء في شبوة ويزيد من عمر المبنى ومن التقليل من حرارة الشمس هو طلاء هذه المباني بمادة الجص او النورة والتي تتميز باللون الابيض بحيث يصبح المبنى ابيض وجميل وايضا لما عرف عن اللون الابيض من قدرته على عكس اشعة الشمس بكاملها عن المبنى عكس الالوان الاخرى التي لا تعكس، إلاّ لونها كما ان القصور والمباني في شبوة خاصة القديمة يبنى لهازوائد اربعة في اعلى ذلك المبنى كما هو الحال في النمط المعماري اليافعي وغيره خوفا علي سلامة المبنى عند تعرضه للبروق والصواعق كما ان القصور الطينية في شبوة تبنى في اعلاها حجرة صغيرة تتوسط اعلى المبنى يشبهون في ذلك نظام مدينة صنعاء والذي يسمونها في صنعاء «طيرمانه»، وفي باقي المناطق "خلوة" وهي حجرة صغيرة ونعود فنقول: ان تعدد التضاريس والمناخ والتنوع البيئي في بلادنا يعني تعدد انماط البناء سواء قصور او حصون اوغيرها، وهذا النوع جاء خلاصة تجارب وابداع فكري وتراث حضاري يجب الحفاظ عليه وتطويره.
موقع شبوة
الموقع والمساحة والسكان: تقع محافظة شبوة على البحر العربي في الجزء الجنوبي من الوطن بين خطي طول 46- 48 درجة شرق غرنيتش وخطي عرض 13- 70 درجة و16- 2 درجة شمال خط الاستواء وتحدها من الشمال رملة السبعتين ومحافظة مارب ومن الجنوب البحر العربي ومن الشرق محافظة حضرموت ومن الغرب محافظتي أبين و البيضاء وتقدر مساحتها بحوالى 170 الف كيلو متر مربع وهي تنقسم الى: سهول ساحلية وسلاسل جبلية وصحارى واودية ويتفاوت المناخ فيها حسب مناطقها فمناخها مداري حار رطب صحراوي حار جاف وبلغ عدد سكانها عام 2000م نحو 522 الف نسمة يعملون ما بين الزراعة والتجارة والصيد والرعي وجزءٌ منهم في دول الجوار.
شبوة التاريخ
يطلق على شبوة موطن الممالك اليمنية القديمة وبوابة العالم القديم حيث بلغ عدد المواقع الاثرية المكتشفة فيها حتى آخر احصائية لفرع الهيئة العامة للآثار والمتاحف في المحافظة 320 موقعاً اثرياً باعتبار ان الكثير من المواقع الاثرية في شبوة لم تكتشف بعد ولم توضع على خارطة الهيئة العامة للآثار، من هذه المواقع ما يعود الى العصر الاسلامي مثل المساجد والاربطة العلمية والمكتبات والحصون والقلاع والاضرحة وغيرها.
ومن اهم المواقع: "شبوة" عاصمة دولة حضرموت قبل الاسلام و"تمنع" عاصمة دولة قتبان في حيد بني عقيل وهجر كحلان بوادي بيحان وهجر ضوء الزرير بمديرية عين، هجر الناب الذي يقال بانه موقع عاصمة دولة اوسان ونقب الهجر بمديرية "ميفعة" والتي كانت العاصمة الاولى لدولة حضرموت قبل شبوة، وميناء قنا على البحر العربي بمديرية رضوم وكان قديماً من اهم الموانئ اليمنية القديمة ومواقع غيرها كثيره لا يسع المجال لذكرها.
والاهم ان في شبوة كانت تمر جميع طرق القوافل التجارية قديماً منطلقة بالبخور من ميناء قنا حتى شواطئ البحر الابيض المتوسط في الشام، هذه نبذة مصغرة عن شبوة والنمط المعماري فيها وتاريخها القديم وعن اهم مواقعها الاثرية الدالة على امجاد الاجداد.. محاولين فقط من خلال ذلك التذكير ولفت النظرمن باب الفخر والاعتزاز.
مجالات الاستثمار
تتمتع شبوة بمجالات استثمارية عديدة ومتنوعة بتنوع مناخها وتضاريس ارضها والنشاط السكاني فيها والمخزون الاثري والتاريخي الذي كشفت عنه المواقع الاثرية المكتشفة والتي تزيد عن 320 موقعاً، ناهيك عن تلك الآثار التي لم تكشف بعد وتأتي في مقدمة هذه المجالات المهيأة للاستثمار السياحي والأثري والثقافي والتي يساعد على نجاح هذا النوع من الاستثمار المخزون التاريخي والأثري وايضاً وجود فرع للهيئة العامة للآثار بالمحافظة وكذلك تميز النمط المعماري الطيني القديم المتمثل بالقصور والحصون والقلاع التي قهرت التاريخ والمناخ القاسي بصلابتها وشموخها.. اضافة الى ما اثبتته الدراسات التاريخية عن دور شبوة التاريخي القديم سواء السياسي او التجاري او الاقتصادي والزراعي والثقافي.. فقد كانت مهد لعدة حضارات يمنية قديمة كانت لها دواًر بارزاً في رسم خارطة الحضارة العالمية القديمة بحكم موقعها الجغرافي الذي ساعدها على تحديد موقعها ودورها السياسي القديم والمجال الثاني في مجالات الاستثمار يتمثل بتميز سواحل شبوة ودورها التاريخي القديم والذي يهيئ المحافظة لأن تلعب دوراً كبيراً في الاستثمار البحري والاستثمار التجاري والسياحي والفندقي فكما كان لميناء «قنا» على البحر العربي دوراً تاريخياً قديماً فهو اليوم يتهيأ للقيام بدور اقتصادي وتجاري هام من خلال مشروع مد الانابيب النفطية عبر هذا الميناء للتصدير وايضاً تصدير الأسماك الطازجة وتوسيع قاعدة الاستثمار في مجال الاصطياد وتطويره حتى تستفيد منه المحافظة.
ومن المجالات الاستثمارية الاخرى الاستثمار النفطي حيث تمتلك المحافظة مخزوناً نفطياً لابأس به قد بدأ استخراجه وتصديره من قبل بعض الشركات إضافة الى مد الانابيب النفطية عبر اراضيها الى البحر العربي عبر ميناء «قنا» التاريخي كما ذكرنا.
من المجالات الاستثمارية التي تميز محافظة شبوة عن غيرها هي مجال انتاج العسل وتربية النحل والتي تعمل به شريحة كبيرة من ابناء شبوة حيث تم تطوير هذه الحرفة واصبح الشبويون يمتلكون مناحل كبيرة يقومون بنقلها من محافظة الى محافظة اخرى طلباً للعشب والرعي الخاص الذي تحتاج اليه فنجدهم يحملون مناحلهم الى محافظات عديدة منها محافظة إب وتعز وغيرها وتشكل النحل لأبناء شبوة ثروة كبيره بحيث اصبحوا من المصدرين لمادة العسل في الجمهورية الى دول الجوار.. اضافة الى مجالات استثمارية اخرى تزدهر بها المحافظة مثل المجال الزراعي ومجال تربية الحيوانات خاصة الجمال والماعز وغيرها.
وهناك جانب استثماري آخر بدأت شبوة تساهم في اثرائه من خلال اشتراك باحثين من شبوة ومن الجزيره العربية في مشروع جمع سيرة بني هلال والتي تتبناه المنظمة العالمية للثقافة والفنون اليونسكو بحكم ان شبوه الموطن الاصلي لبنى هلال والتي بعثت برسالة الى صحيفة «حبان» الناطقة الثقافية باسم ابناء محافظة شبوة بعد ان احتجت رسمياً الصحيفة على المنظمة بتكليف جمعية مصرية مختصة بهذا المجال لجمع سيرة بني هلال متجاهلين بذلك الجزيرة العربية وهي مركز ومنبع الهلاليين، فما كان من المنظمة الاَّ ان استجابت لطلب الصحيفة وارسلت تكليفاً رسمياً يسمح من خلاله لباحثين من الجزيرة للمشاركة في جمع سيرة بني هلال، هذا موجز بسيط عن شبوه.
| |
|
امه الله مشرفة عامة
عدد المساهمات : 1229 تاريخ التسجيل : 03/03/2011
| موضوع: رد: :: تاريخ شبوة وحضارتها العريقة :: السبت 9 يوليو 2011 - 2:13 | |
| | |
|