السلامـــ عليكمــ ورحمه الله وبركاته..
"مال هذا الكتاب لايغادر صغيرة ولاكبيرة إلا أحصاها" ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها " أي لا يترك ذنبا صغيرا
ولا كبيرا ولا عملا وإن صغر إلا أحصاها أي ضبطها وحفظها .
يومـــ ـــ ــ ـــ ــ حسابكـــــــ
تحضر كتب الأعمال التي كتبتها الملائكة الكرام فتطير لها القلوب، وتعظم من وقعها الكروب،
وتكاد لها الصم الصلاب تذوب، ويشفق منها المجرمون، فإذا رأوها مسطرة عليهم أعمالهم،
محصى عليهم أقوالهم وأفعالهم،
قالوا: ( يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلا أَحْصَاهَا )
أي: لا يترك خطيئة صغيرة ولا كبيرة، إلا وهي مكتوبة فيه،
محفوظة لم ينس منها عمل سر ولا علانية، ولا ليل ولا نهار،
( وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا ) لا يقدرون على إنكاره
( وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ) فحينئذ يجازون بها، ويقررون بها، ويخزون، ويحق عليهم العذاب،
ذلك بما قدمت أيديهم وأن الله ليس بظلام للعبيد، بل هم غير خارجين عن عدله وفضله.
إن مَن ينظر إلى صغر الذنب عند ارتكابه فإنه ربما يحرم مغفرته،
قال رسول الله (ص): "إتقوا المحقرات من الذنوب فإنها لا تُغفل، قيل: وما المحقرات؟
قال: الرجل يذنب الذنب فيقول طوبى لي لو لم يكن غير ذلك".
لا تحقرن صغيرة إن الجبال من الحصى
كل المصائب مبدأها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر
أخــــــــى لا تستهون بصغائر الاعمال حتى لا تندمــ يوم لا ينفع الندمــ
نسأل الله ان يوفقنـــــــا
لعمل كل خير ولطاعته وعبادتــــه
وان يجعل صحائفنا شاهدة لنا لاعلينـــا