السلامـــ عليكمـــ ورحمه الله وبركاته..
" سورة الإخــــــلاص "
(قلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَد لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ُ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ)،
وسُميت سورة الإخلاص لأمرَين:
الأمر الأول: أن الله أخلصها لنفسه فليس فيها إلا الكلام عن الله سبحانه وتعالى وصفاته،
والثاني أنها تخلصُ قائلَها من الشِّرك إذا قرأها معتقدا ما دلت عليه.
أسباب النزول :أخرج البيهقي عن ابن عباسٍ أن اليهود أتوا النبي صلى اله عليه و سلم فقالوا: يا محمد صف لنا
ربك الذي تعبده. و كان سؤالهم تعنتاً لا حباً للعلم و استرشاداً به. فنزل قوله تعالى { بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ
الرَّحِيمِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَد }، ثم قال النبي صلى الله عليه
و سلم هذه صفة ربي عز و جل.
وفي الكافي، بإسناده عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله (عليه السلام)
قال: إن اليهود سألوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)
فقالوا: انسب لنا ربك فلبث ثلاثا لا يجيبهم ثم نزلت «قل هو الله أحد» إلى آخرها.
هذه الصوره مشتملةً على أنواع التوحيد الثلاثةوهي توحيد الربوبية وتوحيد الألوهية وتوحيد الأسماء والصفات،
أما توحيد الألوهية ففي قوله "قل هو الله أحد" فهو الله يعني هو الإله المعبود
حقاً الذي لا يستحق أن يعبد أحد سواه فهذا هو توحيد الألوهية،
و أما توحيد الربوبية والأسماء والصفات ففي قوله "الله الصمد"،
فإنّ قوله "الله الصمد" معناه الكامل في صفاته الذي تصمد إليه جميع مخلوقاته،
فكماله في الصفات هو ما يتعلق بتوحيد الأسماء والصفات وافتقار مخلوقاته كلها إليه،
وصمودها إليه يدل على أنه هو الرب الذي يُقصَد لدفع الشدائد والمكروهات
وحصول المطالب والحاجات.
وفي قوله" أحد" توحيدٌ في الأمور الثلاثة،
لأنه وحده سبحانه وتعالى هو المتصِف بذلك الألوهية وبالصمدية سبحانه وتعالى.
وفي قوله "لم يلد ولم يولد" رد على النصارى الذين قالوا إن المسيح ابن الله
وعلى اليهود الذين قالوا إن عزير ابن الله وعلى المشركين الذين قالوا إن الملائكة بنات الله،
وهو سبحانه وتعالى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد،
و إنما قال "لم يكن له كفوا أحد" لكمال صفاته، لا أحد يكافؤه أو يماثله أو يساويه.
فضائــــلها
عن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه :
( أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة ؟ ) فشق ذلك عليهم
وقالوا : أينا يطيق ذلك يا رسول الله ؟ فقال : ( الله الواحد الصمد ثلث القرآن ) .
عن عائشة رضي الله عنها : أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً على سرية وكان
يقرأ على أصحابه في صلاته فيختم بقل هو الله أحد ،
فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال :
( سلوه لأي شئ يصنع ذلك ؟ ) فسألوه فقال : لأنها صفة الرحمن وأنا أحب أن أقرأ بها
. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أخبروه أن الله يحبه )