السلامـــ عليكمــ ورحمه الله وبركاته..
مالمقصود بعباره عبارة (استفت قلبك وإن أفتوك) قال الرسول – صلى الله عليه وسلم – يقول:
"البر ما اطمأن إليه القلب"البر هو ما اطمأن إليه القلب وسكنت إليه النفس،
والإثم ما حاك في نفسك وكرهت أن يطلع عليه الناس"، وهو يحمل المعنى نفسه،
والمراد به أن القلب يطمئن بعد معرفة حكم القرآن والسنة في هذا الأمر ،
فإذا كان حلالاً وكان مما يرضي الله – تبارك وتعالى – فإن النفس المؤمنة
تطمئن إلى هذا ، وأما إذا كان فيه حرام أو كانت فيه شبهة فغالباً ما يقع
عدم السكينة في الأمور المشتبهة،
والغالب أن البر يطمئن إليه القلب، والبر أول
ما يدخل فيه ما أحله الله – تبارك وتعالى – في كتابه وأباحه النبي – صلى
الله عليه وسلم – في سنته، وأما الإثم أو المشتبه الذي يشتبه على الإنسان
تحليله أو تحريمه فهذا يقع في النفس منه ما يقع من الاضطراب وعدم السكينة
وعدم الطمأنينة، وهذا هو المراد بالاستفتاء للقلب، ليس بمعنى ما يدعيه
ويعتقده بعض من انحرفت عقيدتهم عن أهل السنة والجماعة من أن الإنسان لا
يعلم حلالاً ولا حراماً ولا سنة ولا بدعة، ولكن يترك لقلبه العنان باختيار
ما يختاره وفي محبة ما يحب وفي كراهة ما يكره، هذا يؤدي إلى ضلال مبين، وهو
ما يقع فيه بعض طوائف الصوفية هداهم الله، من قولهم: حدثني قلبي عن ربي،
وما شابه ذلك، ولكن الحديث يدل على أن قلب المؤمن كما يقال دليله، ولكن
بالإيمان والتوحيد والعلم، وإنما العلم بالتعلم ...
اللهم اجعلني خيرا مما يظنون، ولا تؤاخذني بما يقولون، واغفر لي ما لا يعلمون..