السلامـــ عليكمـــ ورحمه الله وبركاته..
حــكمـــة الصــوم
تتجلى حكمة الصوم في عدة أمور:أن الصوم وسيلة إلى شكر النعمة، إذ هو كف النفس عن الأكل والشرب والجماع،
وإنها من أجلِّ النعم وأعلاها، والامتناع عنها زماناً معتبراً يعرّف قدرها،
إذ النعم مجهولة، فإذا فقدت عرفت، فيحمله ذلك على قضاء حقها بالشكر،
وشكر النعم فرض عقلاً وشرعاً، وإليه أشار الرب سبحانه وتعالى بقوله في آية الصيام:
{وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [البقرة: 185].
أن في الصوم قهر الطبع وكسر الشهوة، لأن النفس إذا شبعت تمنت الشهوات،
وإذا جاعت امتنعت عما تهوى، ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"يا معشر الشباب: من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر،
وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء"
رواه البخاري،
فكان الصوم ذريعة إلى الامتناع عن المعاصي.
أن الصوم موجب للرحمة والعطف على المساكين، فإن الصائم إذا ذاق ألم الجوع في بعض الأوقات،
ذكر مَنْ هذا حاله في جميع الأوقات،
فتسارع إليه الرقة عليه، والرحمة به، بالإحسان إليه، فينال بذلك ما عند الله تعالى من حسن الجزاء.
في الصوم قهر للشيطان، فإن وسيلته إلى الإضلال والإغواء : الشهوات،
وإنما اتقاء الشهوات بالأكل والشرب، وذلك جاء في حديث صفية
رضي الله عنها قوله -عليه الصلاة والسلام-:
"إن الشيطان ليجري من ابن آدم مجرى الدم، فضيقوا مجاريه بالجوع"
اسأل الله العلي القدير ان يتقبل صيامنا فى هذا الشهر الكريم ..