السلامـــ عليكمـــ ورحمه الله وبركاته..
عجزت عن تخيل العالم بدون ستر الله لنا ..
مــــــــــاذا لـــــــــــــوكان للذنوب ( روائح ) ..تخرج منا على قدر معاصينا
مــــــــــاذا لـــــــــــــو( كتب) على جباهنا المعصية التي ارتكبناها
مــــــــــاذا لـــــــــــــو
وجد على ( باب بيوتنا شرحا ) لما فعلناه
مــــــــــاذا لـــــــــــــو. ( علم الناس ) بما ستره الله علينا
ولولا فضلُ الله ورحمتُه؛ لصارَ كثيرٌ من الأنقياءِ مَفضُوحِين بين الناس؛ تتبعُهم الهمزاتُ والطعنات،
وتُلاحِقُهم اللعناتُ وتقذفهم أصابعُ الاتهامِ بالحق والباطل! فالعاصي إذا انكشفَ أمرُه ضاقَتْ عليه
الأرضُ بما رَحُبَت، وتبرَّأ منه الأقربُون وتجنَّبَه الناسُ أجمعون
كم اخجل من ربى حين يسترنى وانا اعصيــــــــهومن رحمةِ الله عزَّ وجلَّ بِخَلقِه.. أنه نَهَى العبدَ أنْ يَهتكَ سِترَه بِنَفسِه،
كما روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (كلُّ أمتِي مُعافًى إلا المجاهِرين، وإنَّ من المجاهرةِ أن يعملَ الرجلُ بالليلِ عملا،
ثم يصبح وقد ستره الله فيقول: يا فلان عملتُ البارحةَ كذا وكذا؛ وقد بات يسترُه
ربُّه ويُصبِحُ يكشفُ سِترَ الله عنه)
وعن مريم بنت طارق: أن امرأة قالت لعائشة: يا أم المؤمنين إن كَريَّا (هو من يؤجرك دابته) أخذ بساقي وأنا محرمة، فقالت:حِجرا حِجرا حَجرا (أي: سترا وبراءة من ذلك) وأعرضت بوجهها وقالت: يا نساء المؤمنين،
إذا أذنبت إحداكن ذنبا فلا تخبرن به الناس ولتَستَغفِرَنَّ الله ولتَتُب إليه؛ فإن العباد
يُعَيِّرون ولا يُغَيِّرون والله تعالى يُغَيِّرُ ولا يُعَيِّرُ".
ذكر ابن قدامة في التوابين قصة في بني إسرائيل أن موسى عليه السلام
خرج يوماً يستسقي .. فلم ير في السماء قزعة - أي سحابة - واشتد الحر، فقال موسى: يا رب! اللهم إنا نسألك الغيث فاسقنا،
فقال الله جل وعلا: يا موسى! إن فيكم عبدي يبارزني بالذنوب أربعين عاماً،
صح في القوم وناد إلى العباد: الذي بارز ربه بالذنوب والمعاصي أربعين عاماً أن اخرج،
فقال موسى: يا رب! القوم كثير والصوت ضعيف فكيف يبلغهم النداء؟!
فقال الله: يا موسى! قل أنت وعلينا البلاغ ..
فنادى موسى بما استطاع، وبلغ الصوت جميع السامعين الحاضرين،
فما كان من ذلك العبد العاصي - الذي علم أنه المقصود بالخطاب، المرقوم في الكتاب أنه ينادى
بعينه بين الخلائق، فلو خرج من بين الجموع، عُرف وهتك ستره وانفضحت سريرته وكشفت خبيئته -
فما كان منه إلا أن أطرق برأسه وأدخل رأسه في جيب درعه أو قميصه،
وقال:
يا رب! اللهم إني أتوب إليك فاسترني،
اللهم إني أتوب إليك فاسترني،
اللهم إني أتوب إليك فاسترني.
فما لبث موسى ومن معه إلا أن أظلهم الغيم وانفتحت السماء بمطر كأفواه القرب،
فقال موسى: يا رب! سقيتنا وأغثتنا ولم يخرج منا أحد! فقال الله: يا موسى!
إن من منعتكم السقيا به تاب وسألني وأعطيته وسقيتكم بعده،
فقال موسى: يا رب! أرني ذلك الرجل، فقال الله جل وعلا:
يا موسى! سترته أربعين عاماً وهو يعصيني أفأفضحه وقد تاب إلي وبين يدي؟
الله أكبر! ما أعظم ستر ال له! إن الله ستير يحب الستر
اللهـــــــــــــــــ لا تنزع عنا سترك ..واسترنا فوق الأرض و تحت الأرض و يوم العرض ـــــــــــــــم