ba7bakenta المدير العام
عدد المساهمات : 1229 تاريخ التسجيل : 27/02/2011 تعاليق : عــــــــذاب ان تحــــب وعــــــــذاب ان لا تحـــــب ولكـــــن اعظـــــــم عــــــذاب ان تحــــــب بلا امـــل
| موضوع: يحيى المشد عالم الذره المصري .. الأحد 16 أكتوبر 2011 - 17:17 | |
| يحيى المشد ..
عالم ذره مصري و أستاذ جامعي , درّسَ في العراق في الجامعة التكنولوجية قسم الهندسة الكهربائية فشهد له طلابه و كل من عرفه بالأخلاق و الذكاء و العلمية .
ولد يحيى المشد في مصر في بنها سنة 1932 ، و تعلم في مدارس مدينة طنطا تخرج من قسم الكهرباء في كلية الهندسة جامعة الإسكندرية سنة 1952م ، و مع انبعاث المد العربي سنة 1952 ، و أختير لبعثة الدكتوراه إلى لندن سنة 1956 ، لكن العدوان الثلاثي على مصر حوله إلى موسكو ، تزوج و سافر و قضى هناك ست سنوات . عاد بعدها سنة 1963 الدكتور يحيى المشد متخصصاً في هندسة المفاعلات النووية .
عند عودته إنضم إلى هيئة الطاقة النووية المصرية حيث كان يقوم بعمل الإبحاث ، أنتقل إلى النرويج بين سنتيّ 1963 و 1964 ، ثم عاد بعدها كأستاذ مساعد بكلية الهندسة بجامعة الإسكندرية و ما لبث أن تمت ترقيته إلى "أستاذ"-، حيث قام بالإشراف على الكثير من الرسائل الجامعية و نشر أكثر من 50 بحثا .
بعد حرب يونيو 1967 تم تجميد البرنامج النووي المصري ، مما أدى إلى إيقاف الأبحاث في المجال النووي ، و أصبح الوضع أصعب بالنسبة له بعد حرب 1973 حيث تم تحويل الطاقات المصرية إلى إتجاهات أخرى . و هو الأمر الذي لم يساعده على الإبداع . أدى ذلك إلى ذهابة إلى العراق ليبدع في ابحاثة في الذرة .
كان لتوقيع صدام حسين في 18 نوفمبر 1975 اتفاقية التعاون النووي مع فرنسا أثره في جذب العلماء المصرين إلى العراق حيث أنتقل للعمل هنالك . قام برفض بعض شحنات اليورانيوم الفرنسية حيث إعتبرها مخالفة للمواصفات ، أصرت بعدها فرنسا على حضوره شخصيا إلى فرنسا لتنسيق استلام اليورانيوم .
اغتياله ..
في يوم الجمعة 13 يونيه عام 1980 و فى حجرته رقم 941 بفندق الميريديان بباريس عُثر على الدكتور يحيى المشد جثة هامدة مهشمة الرأس و دماؤه تغطي سجادة الحجرة .. و قد أغلق التحقيق الذي قامت به الشرطة الفرنسية على أن الفاعل مجهول !! هذا ما أدت إليه التحقيقات الرسمية التي لم تستطع أن تعلن الحقيقة التي يعرفها كل العالم العربي و هي أن الموساد وراء اغتيال المشد .. و الحكاية تبدأ بعد حرب يونيه 1967 عندما توقف البرنامج النووي المصري تماما ، و وجد كثير من العلماء و الخبراء المصريين في هذا المجال أنفسهم مجمدين عن العمل الجاد ، أو مواصلة الأبحاث في مجالهم ، و بعد حرب 1973 و بسبب الظروف الاقتصادية لسنوات الاستعداد للحرب أعطيت الأولوية لإعادة بناء المصانع ، و مشروعات البنية الأساسية ، و تخفيف المعاناة عن جماهير الشعب المصري التي تحملت سنوات مرحلة الصمود و إعادة بناء القوات المسلحة من أجل الحرب ، و بالتالي لم يحظ البرنامج النووي المصري في ذلك الوقت بالاهتمام الجاد و الكافي الذي يعيد بعث الحياة من جديد في مشروعاته المجمدة . البداية في العراق في ذلك الوقت و بالتحديد في مطلع 1975 كان صدام حسين نائب الرئيس العراقي وقتها يملك طموحات كبيرة لامتلاك كافة أسباب القوة ؛ فوقّع في 18 نوفمبر عام 1975 اتفاقاً مع فرنسا للتعاون النووي .. من هنا جاء عقد العمل للدكتور يحيى المشد العالم المصري و الذي يعد من القلائل البارزين في مجال المشروعات النووية وقتها ، و وافق المشد على العرض العراقي لتوافر الإمكانيات و الأجهزة العلمية و الإنفاق السخي على مشروعات البرنامج النووي العراقي . و كعادة الاغتيالات دائما ما تحاط بالتعتيم الإعلامي و السرية و الشكوك المتعددة حول طريقة الاغتيال .
ملابسات الاغتيال ..
أول ما نسبوه للمشد أن الموساد استطاع اغتياله عن طريق مومس فرنسية ، إلا أنه ثبت عدم صحة هذا الكلام ؛ حيث إن "ماري كلود ماجال" أو "ماري إكسبريس" كشهرتها –الشاهدة الوحيدة - و هي امرأة ليل فرنسية كانت تريد أن تقضي معه سهرة ممتعة ، أكدت في شهادتها أنه رفض تمامًا مجرد التحدث معها ، و أنها ظلت تقف أمام غرفته لعله يغيّر رأيه ؛ حتى سمعت ضجة بالحجرة .. ثم اغتيلت أيضاً هذه الشاهدة الوحيدة . كما تدافع عنه و بشدة زوجته "زنوبة علي الخشاني" حيث قالت : "يحيى كان رجلا محترما بكل معنى الكلمة ، و أخلاقه لا يختلف عليها اثنان ، و يحيى قبل أن يكون زوجي فهو ابن عمتي ، تربينا سويًّا منذ الصغر ؛ و لذلك أنا أعلم جيدًا أخلاقه ، و لم يكن له في هذه "السكك" حتى إنه لم يكن يسهر خارج المنزل ، إنما كان من عمله لمنزله والعكس…".
و قيل أيضاً : إن هناك شخصاً ما استطاع الدخول إلى حجرته بالفندق و انتظره حتى يأتي ، ثم قتله عن طريق ضربه على رأسه ، و إذا كان بعض الصحفيين اليهود قد دافعوا عن الموساد قائلين : إن جهاز الموساد لا يستخدم مثل هذه الأساليب في القتل ؛ فالرد دائماً يأتي : و لماذا لا يكون هذا الأسلوب اتُّبع لكي تبتعد الشبهات عن الموساد ؟! و دليل ذلك أن المفاعل العراقي تم تفجيره بعد شهرين من مقتل المشد ، و الغريب أيضا و المثير للشكوك أن الفرنسيين صمّموا على أن يأتي المشد بنفسه ليتسلم شحنة اليورانيوم ، رغم أن هذا عمل يقوم به أي مهندس عادي كما ذكر لهم في العراق بناء على رواية زوجته ، إلا أنهم في العراق و ثقوا فيه بعدما استطاع كشف أن شحنة اليورانيوم التي أرسلت من فرنسا غير مطابقة للمواصفات ، و بالتالي أكدوا له أن سفره له أهمية كبرى . السياسة و الصداقة الغريب أنه بعد رجوع أسرة المشد من العراق ؛ قاموا بعمل جنازة للراحل ، و لم يحضر الجنازة أي من المسئولين أو زملاؤه بكلية الهندسة إلا قلة معدودة .. حيث إن العلاقات المصرية العراقية وقتها لم تكن على ما يرام بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد ، و أصبحت أسرة المشد الآتية من العراق لا تعرف ماذا تفعل بعد رحيل المشد ، لولا المعاش الذي كانت تصرفه دولة العراق و الذي صرف بناء على أوامر من صدام حسين مدى الحياة ( رغم أنه توقف بعد حرب الخليج ) .. و معاش ضئيل من الشئون الاجتماعية التي لم تراع وضع الأسرة أو وضع العالم الكبير . كما أن الإعلام المصري لم يسلط الضوء بما يكفي على قصة اغتيال المشد رغم أهميتها ، و لعل توقيت هذه القصة وسط أحداث سياسية شاحنة جعلها أقل أهمية مقارنة بهذه الأحداث !! و بقي ملف المشد مقفولاً ، و بقيت نتيجة التحريات أن الفاعل مجهول .. و أصبح المشد واحداً من سلسلة من علماء العرب المتميزين الذين تم تصفيتهم على يد الموساد ..
| |
|