ba7bakenta المدير العام
عدد المساهمات : 1229 تاريخ التسجيل : 27/02/2011 تعاليق : عــــــــذاب ان تحــــب وعــــــــذاب ان لا تحـــــب ولكـــــن اعظـــــــم عــــــذاب ان تحــــــب بلا امـــل
| موضوع: محمد نسيم - ذئب المخابرات الاسمر السبت 19 نوفمبر 2011 - 12:27 | |
|
محمد نسيم - ذئب المخابرات الاسمر
هذه الشخصية الفريدة .. اللواء محمد نسيم .. وكيل المخابرات العامة الأسبق بمصر .. ووكيل أول وزارة السياحة المصرية فى نهاية الثمانينات
هذا الرجل الأسطورة المجهول دورا وعظمة لدى الكثرة الغالبة من أبناء مصر .. مصر التى فداها وذاد عن حياضها كأكمل ما يكون الجهاد .. رحمه الله من فارس .. ورحمه الله من عقلية جبارة .. من هو .. ؟!! هو أحد ضباط الجيش المصري الذين انضموا لتنظيم الضباط الأحرار .. وشارك ضمن الصف الثانى من رجال الثورة .. ومع بدء التفكير فى انشاء جهاز مخابرات مصري فى أوائل عام 1954م .. قام الرئيس المصري جمال عبد الناصر بتكليف أحد رجال الثورة وهو فتحى الديب بتولى هذا الأمر فنشأت لجنة تابعة للجيش تقوم بأعمال التجسس والتخابر .. ثم تطور الأمر مع ازياد الحاجة الى جهاز مخابرات محترف على نفس النسق العالمى الذى ظهر فى الحرب العالمية الثانية .. والذى كانت لأجهزة المخابرات الفضل الأول ان لم يكن الوحيد فى انهائها لصالح الحلفاء .. أسند الرئيس جمال عبد الناصر الأمر اى زكريا محيي الدين وعلى صبري .. ليخرج الى الوجود جهاز المخابرات المصري .. ولكنه ولأنه جهاز ما زال يبحث عن هوية الاحتراف .. لذا تكلف انشاؤه من الجهد والوقت ما يفوق التصور فى وسط أجهزة معادية عملاقة كالموساد الذى تأسس قبل اعلان دولة اسرائيل أساسا وكان رجاله وضباطه من المحترفين الذين خاضوا غمار الحرب العالمية الثانية واكتسبوا الخبرة الطاغية التى افتقد اليها المصريون .. لكن .. ولأن المقاتل المصري بطبعه كاره للهزيمة والاستسلام ولا يعرف معنى المستحيل .. تمكن الرعيل الأول من الضباط الذين كونوا لبنة الجهاز الأولى من جمع الكثير من المراجع وكتابات الخبراء وعكفوا بصبر مدهش على دراستها واستخلاص ذلك العلم الغزير نحتا فى الصخر .. وكان هذا الرعيل .. عدد من ضباط القوات المسلحة الشبان من من يمتلكون شجاعة وجسارة المقاتلين مع الذكاء الفطرى .. ومنهم على سبيل المثال .. فتحى الديب .. وعبد المحسن فائق .. وحسن بلبل .. وعبد العزيز الطورى .. وصلاح نصر وبطلنا .. البكباشي " المقدم " فى ذلك الوقت .. محمد نسيم الفهد الأسمر .. كان محمد نسيم من ذلك الطراز من الرجال الذى يمتلك قلب أسد كما أطلق عليه رفاقه .. وعقل الثعلب .. وصبر الجمال .. واصرار الأفيال .. كان نادرا بحق .. رحمه الله وطيب ثراه .. وعندما تولى اللواء صلاح محمد نصر الشهير بصلاح نصر رياسة جهاز المخابرات العامة كان محمد نسيم أحد مديري العمليات بالجهاز ورجل المهام الصعبة ويكفي لبيان مدى سمعته الخرافية أن رئيس الجمهورية كان يتصل به مباشرة فى عدد من العمليات فائقة الحساسية وما أكثرها فى ذلك الوقت .. وفى بداية الستينيات كان جهاز المخابرات العامة مكتمل البناء .. وخاض العديد من العمليات العملاقة فى تاريخه ضد المخابرات الاسرائيلية والأمريكية .. وللحق .. فان انشاء الجهاز على صورته تلك .. كان لجهود رجاله وادارة صلاح نصر رئيس الجهاز على الرغم من انحرافه فيما بعد نتيجة للسلطة المطلقة التى تمتع بها فى ظل حماية المشير عبد الحكيم عامر نائب رئيس الجمهورية وقائد الجيش المصري وبطل فضيحة النكسة المريرة .. وكانت أولى عمليات محمد نسيم التى أكسبته سمعته الرهيبة بين رفاقه .. اعادة تأهيل العميل المصري الأشهر " رفعت الجمال " الشهير باسم " رأفت الهجان " كان رفعت الجمال قد سافرالى اسرائيل فى منتصف الخمسينيات واستقر بها بعد أن نجح فى زرعه رجل المخابرات العتيد اللواء " عبد المحسن فائق " المعروف باسم " محسن ممتاز فى المسلسل الشهير الذى حكى قصتة .. ومنذ أن تم زرعه فى اسرائيل وحتى بداية الستينيات لم تستفد منه المخابرات المصرية شيئا الا المعلومات التى أرسلها فى حرب العدوان الثلاثي .. وللحق فلم يكن هذا تقصيرا من رفعت الجمال .. أو معلمه عبد المحسن فائق .. بل كانت الظروف أقوى منهما لضعف الامكانيات التدريبية التى تلاقاها رفعت وكان جهاز المخابرات لم يزل وليدا فى ذلك الوقت .. وعلم المخابرات تطور تطورا مدهشا وسريعا عبر السنوات الخمس التى أمضاها رفعت فى اسرائيل فكانت الحاجة ماسة الى رجل مخابرات من طراز فذ يتمكن أولا من السيطرة على رفعت الجمال صاحب الشخصية شديدة العناد ويقوم بملئ الفراغ الذى تركه اللواء عبد المحسن فائق فى أعماقه .. وذلك حتى يتمكن من اقناعه بمواصلة التدريب والعمل .. وكان ضابط الحالة الذى تولى عملية الجمال هو عبد العزيز الطورى الشهير باسم " عزيز الجبالى " .. وبعد دراسة عميقة لشخصية رفعت .. ومع استحالة عودة اللواء عبد المحسن فائق من مقر عمله فى الولايات المتحدة فى ذلك الوقت .. لم يجد عبد العزيز الطورى الا قلب الأسد محمد نسيم المعروف بصرامته وشخصيته القوية ونبوغه الفائق وهو النموذج المماثل لعبد المحسن فائق .. وتم اللقاء بين قلب الأسد وبين رفعت .. ولم تمض ساعات على لقائهما الا وكان محمد نسيم وهو بالمناسبة الشهير باسم " نديم هاشم " فى مسلسل " رأفت الهجان .. وقام بدورة باقتدار بالغ الفنان المصري نبيل الحلفاوى فى واحد من أعظم أدواره على الاطلاق لا سيما وأن نبيل الحلفاوى كان يشبه اللواء محمد نسيم فى الشكل والأداء الى درجة مذهلة .. لم تمض ساعات على اللقاء بين العملاقين رفعت ونسيم .. الا وكان نسيم قد ألقي بغياهب شخصيته الفريدة فى وجه المتمرد النابغة رفعت الجمال .. وكان رفعت الجمال قد أبصر بعيونه عبر المعايشة لليهود . كيفية التقدم المدهش هم فى مجال الأمن .. وكان فى أمس الحاجة الى من يريه تفوق بلاده .. وقد كان .. تمكن نسيم عبر التدريبات المكثفة من اقناع رفعت بمدى التقدم المدهش الذى أحرزه المصريون على الاسرائيليين فى المواجهات المباشرة بينهما .. وبعد أسبوعين من التدريب المستمر والشاق .. خرج رفعت الجمال فى مستوى ضابط حالة وهو المستوى الأعلى لأى عميل مدنى فى نظم المخابرات .. ووقع تحت الاشراف المباشر لعبد العزيز الطورى وللتدريب على يد محمد نسيم لتكتسب مصر كما رهيبا من المعلومات باغة السرية التى أرسلها رفعت لا سيما بعد تمكنه من بسط علاقاته ونفوذه فى مجتمع تل أبيب بتعليمات نسيم عبر شركة " سي تورز " والمعروفة باسم " ماجى تورز " وفى قلب تل أبيب واصل نجم المجتمع الاسرائيلي " جاك بيتون " وهو الاسم المستعار لرفعت الجمال وهو الاسم الذى عرف فى المسلسل بـ " دافيد شارل سمحون " .. وبلغت علاقاته حدا جعله صديقا شخصيا للجنرال موشي ديان وجولدا مائير رئيسة الوزارة الشهيرة .. كل هذا بفضل نبوغ رفعت الشخصي .. وبراعة معلمه الفذ " محمد نسيم " .. ومن قبل هذا وذاك النصرة الالهية لأناس نصروا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
عملية الحج :الحفار كيتنج"
كانت واقعة نية اسرائيل التنقيب عن البترول فى سيناء كما سبق القول نية سياسية لا اقتصادية .. وقد بعثت الى احدى الشركات الكندية لاستقدام أحد أكبر الحفارات فى العالم لاستخدامه فى التنقيب وهو الحفار " كينتج " .. وقد خططت اسرائيل بدقة لهذه العملية .. وقامت عمدا باستيراد هذا الحفار الكندى والذى تجره قاطرة هولندية وعليه بحار بريطانى .. لكى تعجز مصر عن ضرب الحفار بالطيران عند اقترابه من البحر الأحمر .. لأن مصر اذا غامرت بضرب الحفار علانية فمعنى هذا أنها استعدت عليها ثلاث دول كبري على الأقل .. ولأنها تعلم تماما أن المخابرات العامة لن تترك الحفار .. فقد احتاطت للأمر وقامت بتأمين الخطوط الملاحية للحفار القادم عبر المحيط الأطلنطى الى رأس الرجاء الصالح ثم البحر الأحمر .. وقامت بانتقاء خطوط سير ملاحية بالغة السرية وغير مألوفة .. كما جند الموساد رجاله وأجهزته بمعاونة المخابرات المركزية الأمريكية لمصاحبة الرحلة وحماية الحفار .. لكن من قال ان المصريين يعرفون المستحيل .. شكل محمد نسيم فريق عمل من أفضل رجال المخابرات العامة وخبراء الملاحة وضباط القوات البحرية .. لتبدأ عمليه الحج .. وكان سبب تسميتها مزامنه أحداثها لموسم الحج وقام محمد نسيم بتجنيد عملاء المخابرات العامة فى الدول التى سيمر الحفار عبر سواحلها وأعطى أوامر بضرورة التفرغ لهذه العملية .. وقام باستقدام فريق من أكفأ رجال الضفادع البشرية التابع للبحرية المصرية .. حيث استقرت الخطة على زرع متفجرات شديدة التدمير فى قلب البريمة الرئيسية للحفار لابطال مفعوله .. وبدأت لعبة القط والفأر بين نسيم ورجال الموساد .. وهناك .. فى أبيدجان الميناء الشهير لدولة ساحل العاج .. كان الحفار قد ألقي مراسيه بأمان للراحة .. وعلى الفور وبناء على الاستنتاجات المسبقة بعقله الفذ الذى أدرك أن أبيدجان هى الميناء المثالى الذى سيرسو عنده الحفار .. قام بحمل المتفجرات بنفسه ودار بها عبر أوربا وساحل افريقيا الشمالى وحط رحاله فى أبيدجان ولا أحد يعرف كيف تمكن من عبور مطارات خمس أو ست دول وهو يحمل هذه المتفجرات .. وكان فريق العمل أبطال البحرية قد سلك طريقا مماثلا عبر عدة عواصم أوربية حتى أبيدجان .. وفى فجر يوم العملية وصل الفوج الأول من الضفادع البشرية .. وبينما الكل فى انتظار الفوج الثانى علم محمد نسيم من مصادره فى أبيدجان أن الحفار فى طريقه لمغادرة ساحل العاج صباح اليوم التالى .. ليطير عقل محمد نسيم .. ويتخذ قراره بتنفيذ العملية بنصف الفريق فحسب .. وكان الحل السريع أن يكتفي نسيم بزرع المتفجرات تحت البريمة الرئيسية وأحد الأعمدة فحسب بديلا عن الخطة الرئيسية بتفجير البريمة والأعمدة الثلاثة وفى الفجر .. تسلل الأبطال تحت اشراف نسيم الى موقع الحفار وخلال ساعة واحدة كانت المتفجرات فى أماكنها .. ومضبوطة التوقيت على السابعة صباحا .. وخلال هذه الفترة أشرف نسيم بسرعة فائقة على سفر مجموعة العمل خارج ساحل العاج واستقبال المجموعة التى كان مقررا وصولها فى الصباح لتحط فى أبيدجان بطريقة الترانزيت وتكمل رحلتها خارج أبيدجان .. وبقي نسيم وحده ينتظر نتيجة العملية .. ومن شرفة فندقه المطل على البحر أخذ يعد الدقائق والثوانى التى تمضي ببطء قاتل .. حتى التقا عقربا الساعة عند السابعة صباحا ليتعالى دوى الانفجارات من قلب البحر .. ويصبح الحفار أثرا بعد عين فى الانفجار الذى هز أبيدجان .. لكنه كان كالموسيقي الكلاسيكية فى أذنى نسيم ... والذى تأمل الحفار المحطم .. لترتسم ابتسامة نصر مشرقة ومألوفة على الوجه الأسمر الصارم .. وبعدها توجه نسيم الى أحدى مكاتب البريد ليرسل تلغرافا الى جمال عبد الناصر يقول له كلمتين فحسب " مبروك الحج " هذا هو محمد نسيم أو نديم هاشم كما عرفه المشاهدون العرب فى المسلسل التليفزيونى الشهير " رأفت الهجان " والذى كتب قصته الأديب الراحل صالح مرسي وأخرجه المخرج يحيي العلمى .. لتنفجر الحماسة فى الشعوب العربية من المحيط الى الخليج اعجابا بهؤلاء الأبطال الذين قدموا لأوطانهم أسمى معانى الفداء ولم ينتظروا حتى مجرد كلمة شكر .. أسود المخابرات العامة المصرية الأفذاذ .. العاملون فى صمت .. النائمون فى قلب الخطر .. رواد العظمة .. ونجمهم رجل المستحيل محمد نسيم الذى اتخذ دوره الى جوار زملائه فى حرب أكتوبر ليتمكن جهاز المخابرات العامة من احاطة ترتيبات الحرب بالسرية الكاملة حتى ساعة الصفر القاتلة للعدو .. لتخرج المراجع العالمية معترفة بانتصار المخابرات العامة المصرية على جهاز المخابرات الأمريكى والسوفياتى والاسرائيلي والبريطانى ..
عندما يترجل الفارس
ومع بداية الثمانينيات .. وبعد عشرات العمليات الناجحة وشهرة واسعة .. نالها الفهد الأسمر المصري اللواء محمد نسيم .. اعتزل البطل العمل السري ليخرج من جهاز المخابرات الى وظيفة مدنية ****ل لوزارة السياحة المصرية .. وفى عام 1998م .. أسلم الفارس البطل .. روحه وجاد بأنفاسه الأخيرة بعد رحلة مثمرة فى محراب البطولة تتوارى الى جوارها صفحات التاريخ خجلا .. وتقدم جنازة البطل كبار رجال الدولة .. والعامة فى ميدان التحريرالذى يقع فيه مسجد عمر مكرم الذى خرج منه جثمان البطل .. وتساءل العامة فى فضول .. وهم يلقون نظرة على اللافته التى يحملها الجنود فى مقدمة الجنازة وتحمل اسم البطل ترى من يكون محمد نسيم
محمد نسيم - "أسد" المخابرات الاسمر ... حيانه .. بطولانه ... وأسرار تاريخية -------------------------------------------------------------------------------- معلومات من حياة "محمد نسيم" الخاصة .......(المرجع كتاب محمد نسيم ذئب المخابرات الاسمر الباب الخلفى لجمال عبد الناصر.للكاتب نبيل زكى) .... من مواليد عام 1928 .... نفس عام ميلاد رفعت الجمال !!!! توفى المرحوم محمد نسيم ، فى شهر مارس عام 2000 و بالتحديد 1 - كان محل ميلاده القاهرة القديمة تحديدا القلعة فقد ولد محمد نسيم في القاهرة القديمة في حي (المغربلين) الشهير بالدرب الأحمر.
2 - كان والده السيد لطيف نسيم رساما 3 - وكان محمد نسيم يتيم الأم فقد توفيت والدته قبل ان يكمل ثلاث سنوات .. 4 - تعلم الملاكمة وهو على عتبة الشباب.. في الخامسة عشرة من عمره انتقلت أسرته الى حي المنيرة.. القريب من النادي الأهلي.. فكانت ملاعب الهوكي وحلبات الملاكمة مفتوحة أمامه.. وفيما بعد أصبح بطل الكلية الحربية والقوات المسلحة في الملاكمة.. وفيما بعد.. في مباراة دولية للهوكي بين مصر وباكستان أصيب في أنفه فكسرت (الأرنبة) .. وتركت الاصابة علامة مميزة في وجهه.. وفي مباراة ملاكمة في الكلية الحربية أصر على ان يكمل المباراة رغم اصابته بشرخ في يده اليمني.. وكافأه وزير الحربية حيدر باشا بمنحه المجانية طوال سنوات الدراسة في الكلية وكان لايزال في السنة الأولى.. وأغلب الظن ان يوسف السباعي استوحي هذا المشهد وهو يكتب قصة فيلم (رد قلبي). 5 - سرعان ما قرر اعتزال الملاكمة عندما وجد نفسه يتلقى لكمة قوية من منافسه على بطولة الجيش في عام 1951 صلاح أمان أفقدته الوعي والذاكرة.. ورغم أنه فاز في المباراة بالضربة القاضية إلا أنه لم يشأ ان يعيش تلك الحالة مرتين. 6 -تزوج من إحدى بطلات مصر في الجمباز ، وكانت زوجته السيدة شريفة (راقصة باليه مشهورة في المسرح الكلاسيكي) 7 - وأنجب ولدين هشام وفؤاد وهما مهندسان لكنهما يعملان في السياحة. 8 - التحق محمد نسيم بالكلية الحربية في عام 1949 وتخرج فيها ضابط بسلاح المدرعات وشارك وهو ضابط في حرب (السويس) عام 1956 6 - ما ان انتهت الحرب حتى اختير للانضمام الى المخابرات العامة وكانت لاتزال كيان وليد عمرها لا يصل الى عامين.. فقد بدأ التفكير فيها في صيف عام 1954 بعد ان كشفت قضية (لافون).. كان عمره في ذلك الوقت لايزيد على 21 سنة.. وقد اختير للعمل في (الخدمة السرية) .. وهو الجهاز المدبر والمخطط لعمليات اختراق العدو.. وزرع الجواسيس في أجهزته.. وتجنيد العملاء من أفراده.. وجمع الأسرار عنه.. والحصول عليها من بين أنيابه.. أما الجهاز الآخر (الأمن القومي) فمهمته مكافحة الجواسيس الأجانب الذين يتسللون الى الداخل.. أو المصريين الذين يفقدون مناعتهم الوطنية ويسقطون في بئر الخيانة .. عليه القبض عليهم وتقديمهم لمحكمة أمن الدولة العليا ليكون مصيرهم في الغالب حبل المشنقة. 7 - انضم للمخابرات العامة في عام 1957 كان محمد نسيم من الجيل الأول في المخابرات العامة.. وهو جيل كان عليه ان يواجه ويتعلم.. ويخطط ويدرس.. يقاتل بالعقل ولكن بدون إمكانيات.. كان التحدي أهم أجهزته الدقيقة.. وكان الحماس هو القوة الخارقة الوحيدة المتاحة له (الجيل الأول والتانى من الجهاز) 8 - أغلب العمليات التي قام بها كانت بتكليف مباشر من جمال عبدالناصر شخصيا، كان يستدعيه ليشرب معه فنجانا من الشاي ويسأله عن صحته وبيته وولديه، ولم يكن محمد نسيم يجيب إلا بإجابة واحدة ثابتة (الحمد لله يافندم) وعند الباب كان جمال عبدالناصر يحدد المهمة فيرد محمد نسيم بعبارة واحدة ثابتة (حاضر يافندم). 9 - عينه جمال عبدالناصر وزيرا للتأمينات الاجتماعية وكان مسئولا عن الأمن في سنوات الوحدة التي أعلنت في فبراير 1958. 10 - في عام 1961 بعد الانفصال بين سوريا ومصر.. سافر الى بيروت ليدير منطقة (المشرق العربي) من هناك.. وليواجه الآثار المترتبة على الانفصال وجمع ما تبعثر منها.. وبيروت كانت في ذلك الوقت محطة (ترانزيت) لمعظم أجهزة المخابرات.. وكان فندق (سان جورج) المكان المفضل لجواسيس الدنيا.. يحتسون القهوة السوداء ويديرون المؤامرات السوداء ضد زعيم كانت شعبيته في القمة.. والعداء له أيضا.. 11 - كانت إحدي العمليات التي وضعها في بيروت هي عملية اختطاف عبدالحميد السراج من سجن (المزة) أخطر السجون السورية وأكثرها إحكاما بعد أن قبض عليه قادة الانفصال بتهمة الايمان بجمال عبدالناصر والإعجاب به.. وقد تسلل محمد نسيم في ملابس أحد حراس السجن ودخل زنزانة عبدالحميد السراج ونجح في اخراجه حتى الأسوار ثم قفزا معا من ارتفاع كبير وسبحا ساعات طويلة حتى وصلا الى بر الأمان.. وبعد ساعات أخرى كان عبدالحميد السراج في بيروت.. وبعد أيام كان في القاهرة. 12 - عرف محمد نسيم في بيروت من مصادره ان هناك خطة لخطف ابنه الأكبر هشام وكان عمره لايزيد على 7 سنوات ويدرس في المدرسة الالمانية فلم يتردد في أن يعيد أسرته التي كانت تعيش معه في بيروت الى القاهرة. وسرعان ما اكتشف محمد نسيم خطة أخرى لقتله بوضع شحنة ناسفة في ماسورة عادم السيارة لقد تعود الحرص في كل خطواته وتصرفاته كان يفحص أبواب بيته ومكتبه قبل ان يمسك بالمفتاح.. كان يتأمل ملامح الذين يقدمون له الطعام وينظر في عيونهم طويلا ليلتقط أي اضطراب أو توتر.. كان يفتش سيارته في كل مرة يركبها قبل ان يديرها.. وقد أنقذه ذلك من الموت منفجرا محترقا في سيارته.. 13 - كاد محمد نسيم يتعرض لعملية اختطاف من بيروت ليصبح رهينة في يد خصوم جمال عبدالناصر ويجبروه على ان يهاجمه في احدى الاذاعات المعادية لمصر في ذلك الوقت.. وكان المكلف بالعملية شابا مصريا يعيش على العداء لبلاده.. وقرر محمد نسيم ان يأكله على الافطار قبل ان يتناوله هو على العشاء.. فكان ان اختطفه.. ووضعه في طائرة حملته الى القاهرة.
14 - من أشهر عملياته: أ- اعادة تقييم موقف رفعت الجمال ب- اتخاذ ما يلزم من اجراءات بخصوصه بعد التقييم ( تطوير العمليه واعادة تدريبه و برمجته ) ج- ادارة عمليه الكشف عن صفقة الطائرات الفرنسية لاسرائيل عام 1960-1962 د- التحقيق فى قضية انحراف جهاز المخارات العامة عام 1967 بأمر مباشر من الزعيم جمال عبد الناصر ولكنهلم يكن المشرف الرئيسى بل كان المشرف الفنى و- عملية الحفار كنتنج هـ - عملية تهريب عبدالحميد السراج من سوريا إلي مصر عبر مطار بيروت والتي إشترك فيها سامي شرف ي - تواجد في بيروت خلال شهور الحرب الأهلية ألأولي عام 1958 وساهم بقدر كبير علي تحقيق التوازن ، لصالح ... المنطقة الغربية والأسلاكية في بيروت ولبنان ... في مواجهة المنطقة الشرقية منها ... وجبل لبنان المسيحي ، وتمكن من تحييد العديد من محاولات بيير الجميل ، زعيم حزب الكتائب اللبناني 15 - بداية خدمته بالجهاز كانت في القطاع العربى بالجهاز ثم انتقل الى هيئة الخدمة السرية. 16 - ترك نسيم المخابرات في السبعينيات بعد حرب أكتوبر وخرج من الخدمة عام 1975 لاسباب سياسية من وجهة نظرة حيث ان الموقف السياسى تغير!!!!! ويترك التخمين بالمعنى المقصود 17 - وأصبح مسئولا عن هيئة تنشيط السياحة 18 - توفى فجر الأربعاء 22 مارس عام 1998 .... وأتذكر بعض من كلماته لي علي الهاتف خلال آخر مكلماة تليفونية معه ... "إزيك يا يحي ... إنت لسه برضه أسمر زي زمان... ؟؟؟؟"
| |
|