بعد معاناة الحمل والولادة التى تشعر بها بعض السيدات قد تنتاب بعض الامهاتشعور غريب بعدم الرغبة فى ارضاع الطفل الوليد رضاعة طبيعية, فخروج السيدة من فترة الحمل بوزن زائد وجسد مترهل قد يحبط كثيرا من معنوياتها, لذلك قد تجد بعض الامهات ان الحل الامثل فى انقاص الوزن وعودة الجسم لشكله الطبيعى هو الاستغناء عن الرضاعة الطبيعية واستبدالها بالرضاعة الصناعية.
ولان الحديث عن الرضاعة الطبيعية حديث قد يكون حديث الجدات والامهات الكبار قد تعتقد بعض الامهات الحديثات ان الرضاعة الصناعية افضل بكثير من الرضاعة الطبيعية خاصة اذا لم يقبل الطفل على الرضاعة الطبيعية فى بداية الولادة او عند عدم شعور الطفل بالشبع من الرضاعة الطبيعية, مما يجعل الام قد تتجه الى الرضاعة الصناعية كبديل عن الرضاعة الطبيعية او قد تستعين بها بالاضافة الى الرضاعة الطبيعية كنوع من الاستسهال.
ونظرا لان موضوع الرضاعة الطبيعية مابين مؤيد ومعارض, فالكل يبرر موقفه على حسب ما يترأى له ولظروفه, نحتاج لاجابة شافية للامهات خاصة الامهات اللاتى يضطررن الى استبدال الرضاعة الصناعية لاسباب مرضية او اسباب خارجة عن الارادة, لذلك نعرض اليوم لنتائج احدث الدراسات التى تناولت موضوع ارضاع الطفل والاثار المترتبة على الرضاعة الطبيعية وايضا الصناعية.
وجدير بالذكر ان موضوع الرضاعة الطبيعية موضوع بديهى وقد استهلك كثيرا وقد ثبت اهميته وفوائده منذ زمن بعيد الا ان الدراسات الحديثة مازالت فى طور البحث والتنقيب عن فوائدالرضاعة الطبيعية والاثار المترتبة فى حالة استبدالها بالرضاعة الصناعية, ولكن وقبل عرض نتائج احدث الدراسات العلمية التى تناولت الرضاعة الطبيعية لابد من التعرف اولا على فوائد الرضاعة الطبيعية سواء لصحة الام او الطفل.
فائدة الرضاعة الطبيعية :
يعتبر لبن الأم هو أفيد غذاء للطفل بل ووجد أيضا أن غذاء كل أم يفيد وليدها أكثر من لبن اى أم أخرى ولا شك أن ارضاع الام لطفلها يعود عليها وعلى وليدها بفوائد عظيمة سواء للام او للطفل:
فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل :
1- يعتبر لبن الأم معقم جاهزليس به ميكروبات وتقل بذلك الإصابة بالنزلات المعوية التي تصيب عادة الأطفال الذين يرضعون الزجاجة .
2- لبن الأم لا يماثله اى لبن اخر محضر من الجاموس أو الأبقار أو الأغنام أو الإبل . مهما جرت معالجته بذكاء فهو قد صمم وركب ليفي بحاجات الطفل يوما بيوم منذ ولادته وحتى يكبر إلى سن الفطام, وفي الأيام الثلاثة الأولى يفرز الثدي "اللبأ" وهو سائل خفيف أصفر ويحتوى على كميات مركزة من البروتينات المهضومة، و على المواد المحتوية على مضادات الجراثيم والميكروبات . وينقل بذلك مناعة أخرى تضاف إلى الوليد ضد الأمراض حتى تتعاون مع ما سبق أن أخذه من المشيمة أثناء الحمل من مواد مانعة ضد الأمراض ، كما أنه يساعد على منع الحساسيات .
3- لبن الأم على كمية كافية من البروتين والسكر بسب تناسب للطفل تماما بينما البروتينات الموجودة في لبن الأبقار والأغنام والجواميس عسرة الهضم على معدة الطفل لأنها صممت لتناسب أطفال تلك الحيوانات .
4- نمو الأطفال الذين يرضعون من خلال الرضاعة الطبيعية أسرع وأكمل من نمو أولئك الذين يعطون الألبان المحضرة وقد ثبت بأن هؤلاء الأطفال أشد ذكاءً وأكثر إدراكا واستجابة لمحيطهم .
5- الاطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية من أمهاتهم ينمون نمو نفسيا وجسديا سليما وسري, بينما الاطفال الذين يلتقمون الرضاعة تكثر بينهم العلل النفسية , وقد ثبت بالتجربة العلمية بأن عملية الرضاعة الطبيعية بحد ذاتها وما يصاحبها من مداعبة للطفل وضمه لصدر الأم والهزهزة أمر في غاية الأهمية وتأثيره على سلوك الطفل حاضرا ومستقبلا وبدونها تجعل الطفل عصبيا وعدوانيا و لا يمكن ترويضه إلا بطريقة الهزهزة والضم للصدر .
فوائد الرضاعة للأم :
1- الارتباط النفسي والعاطفي بين الأم وطفلها أثناء الرضاعة الطبيعية من أهم العوامل لاستقرار الأم والطفل نفسيا واعطاء شعورا للأم بالرضاء عن نفسها لأنها تحافظ على صحة الطفل ونموه .
2- يعود الرحم إلى وضعه وحجمه الطبيعي بسرعة أثناء الرضاعة الطبيعية ، ذلك لأن امتصاص الثدى يؤدى إلى إفراز هرمون من الغدة النخامية يدعى "الاوكسيتوسين "الذى يؤدى بدوره إلى انقباض الرحم وعودته إلى حالته الطبيعية . و لو لا ذلك لأصيب الرحم بسرعة بالانتان وحمى النفاس .
3- تقلل الرضاعة الطبيعية من احتمال الإصابة بسرطان الثدى , فقد وجد أن المرضعات هن أقل النساء تعرضا للإصابة بهذا المرض الخبيث ... وتقول الإحصائيات إن غير المتزوجات أكثر تعرضا من المتزوجات . والمرضعات هن أقل الجميع تعرضا لهذا المرض . وكلما أكثرت المرأة من الرضاعة كان ذلك أدعى لحمايتها من سرطان الثدى .
4- الإرضاع المتواصل من الثدي هو أحد العوامل الطبيعية لمنع الحمل وهو وسيلة خالية من المضاعفات التي تصحب استعمال حبوب منع الحمل أو اللولب أو الحقن ولكن هذه الطريقة ليست مؤكدة فإن مص حلمة الثدى يحرض على إفراز هرمون "البرولاكتين" من الفحص الفحص الأمامي للغدة النخامية وهذا يزيد من إفراز اللبن من اللبن من الثدى وفي نفس الوقت يقلل من إفرازات الهرمونات المنمية للمبيض, وبذلك لا تحصل الإباضة ( التبويض ) ويمنع الحمل.
احدث الدراسات العلمية التى تناولت الرضاعة الطبيعية :
كشفت دراستان أجريتا مؤخرا في كل من المملكة المتحدة وإسبانيا ونشرت أخيراً في جريدة “طب الأطفال” أن زيادة مستويات" الأحماض الدهنية" غير المشبعة بالألبان التي يتغذي عليها الرضيع مثل أنواع (dha, epa and ala) ترتبط بالنمو العقلي للأطفال سواء في مراحل الطفولة المبكرة أو ويحتوي لبن الأم على هذه المواد بشكل طبيعي، كما تم تدعيم الكثير من ألبان الأطفال المصنعة بهذه الأحماض الدهنية منذ أن بدأت البحوث الطبية في إثبات فوائدها في النمو العقلي للأطفال.
صرحت" د. رؤية صموئيل" الطبيبة بمركز "كوهين" الطبي للأطفال بنيويورك بأنه“كلما تمكنت الأم من إطالة فترة الرضاعة الطبيعية دون أى أطعمة أو ألبان أخرى، كان ذلك أفضل لصحة الطفل. أما إذا لم تتمكن الأم من ذلك لأى سبب فإن ألبان الأطفال المصنعة تمثل بديلاً عظيماً خاصة منذ أن بدأ المصنعون بإضافة سلسلة طويلة من الأحماض الدهنية لهذه الألبان”.
واخيرا وبعد ان تناولنا سويا فوائد الرضاعة الطبيعية سواء للام اوللطفل الرضيع لابد ان نذكرك عزيزتى الام ان اطفالنا امانه فى اعناقنا لابد من الحفاظ عليهم وعلى صحتهم فالاطفال كالوروود الصغيرة لابد من ريها بالماء لكى تنضج وتصبح اكثر صحة ونضارة وحتى ان كانت هناك دراسات اثبتت جدوى الرضاعة الصناعية والالبان المصنعة بمكوناتها الجديدة التى من الممكن ان توازى فائدة الرضاعة الطبيعية الا ان الرضاعة الطبيعية بالقطع لا غنى عنها فى حالة امكانية القيام بها لقول اللة تعالى: " والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن
أراد أن يتم الرضاعة (البقرة /233) وقوله تعالى: (وأوحينا إلى أم موسى أن ارضعيه) (القصص / 7) فهذا دليل قاطع على ان اللة سبحانة وتعالى قد خلق لبن الام بمواصفات خاصة ليستفيد بها الوليد لا تقارن بأى مواصفات مصنعة اخرى مهما بلغت فائدتها .